في أجواء كان الإلهام يجتمع فيها بصورته المُختلفة ويأخذ التحدي معناه الأمثل، شهد مهرجان “عين الحياة” بنسخته الثالثة تألق الطالبة الضريرة دُنيا ناظم نعمة من قسم علوم نهج البلاغة والتربية الإسلامية، التي شاركت الحضور قِصة نجاحها الكبيرة، مجسدةً مثالًا حيًا للإرادة الصلبة والتفاني في تحقيق الأحلام.
منذ طفولتها، واجهت دنيا العديد من العقبات والتحديات بسبب فقدانها للبصر، إلا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة مسيرتها العلمية بعزم وإصرار، حتى تمكنت من تحقيق طموحها والدخول إلى جامعة الزهراء للبنات، حيث برعت في دراستها وأصبحت نموذجًا للتميز الأكاديمي والإنجاز الشخصي.
تحدثت دُنيا ما قاسته من صعوبات في رحلتها العلمية، بدءًا من التحديات المجتمعية وصولًا إلى العقبات الأكاديمية، مؤكدةً أن الإيمان بالهدف والعمل الجاد هما المفتاح للوصول إلى سُلّم النجاحات. كما عبّرت عن امتنانها لكل من ساندها في مشوارها، من أسرتها إلى أساتذتها وزميلاتها، الذين كانوا لها عونًا وسندًا في تحقيق هذا الحلم.
ولاقى حديث دُنيا تفاعلًا وتأثرًا كبيرًا من الحضور، حيث أثبتت أن الإعاقة ليست حاجزًا أمام الطموح، بل دافعًا لمواصلة السعي نحو التميز والإبداع.
وتُعد جامعة الزهراء للبنات من بين المؤسسات التي تدعم كل أشكال تحقيق الطموحات والوصول للنجاحات التي تحتاجها المرأة، واحتضنت العديد من الطالبات ذوو الهمم ، وتسليط الضوء على القدرات الاستثنائيّة التي يمتلكوها، وقدمت لهم كل فرص الإبداع، وهي من ضمن المؤسسات التي قدمتها العتبة الحسينية المقدسة لتكون أنموذجاً لبناء الأجيال القادرة على تحقيق العطاء والتميز للمجتمع.