_

كلمة السيدة رئيسة الجامعة

_

أ. د. زينب الملا السلطاني

رئيسة الجامعة     

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، وَالصَّلاة والسَّلام على محمَّدٍ رسولهِ ومصطفاه ، وعلى آلهِ؛ حَمَلَةِ علمهِ ولواه..وعلى أصحابهِ ومَنْ والاه...

السّيدات..السادة زائرو موقع الجامعة الألكتروني الأفاضل...

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته..

إنّ جامعة الزهراء للبنات مشروع علميّ تنمويّ ليس بالرِّبحيّ ، إذ تبنّته الأمانة العامّة للعتبة الحسينيّة المقدّسة من منطلق أنّ الإيمانَ والعلمَ مصدران أساسان للوصول بالفرد الى برّ الأمان.

وقد أُطْلِق هذا المشروع فكرةً من لدن معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاسبق (أ.د. عبد الرزاق العيسى) ، ثم غُرِس نبتةً في العام 2018 من لدن سماحة المتولِّي الشرعيّ للأمانة العامَّة للعتبة الحسينيّة المقدّسة (الشيخ عبد المهدي الكربلائيّ)(دام عزّه)؛ إيمانًا بأنّ التعليم الأكاديميَّ الجامعيَّ شريكٌ فعليٌّ للمؤسَّسة المقدّسة في تحمّل المسؤوليّة ببناء المنظومات الفكريّة والأخلاقيّة للمجتمع، ولاسيما بناؤها بالمرأة التي حباها الله عزّ وجلّ خصِّيصة تربية الأجيال ومهمّة صنع الرجال، وتحقيقًا لمضامين المبادئ والقيم التي تحملها الرسالة الحسينيّة في بناء الإنسان، جُعِلَت الجامعة خاصةً بالإناث، وأُقيمت على أساس إعداد طاقات نسويّة قادرات على إحداث تغييرات كميّة ونوعيّة بالحركة العلميّة والتربويّة والثقافيّة كما ذكر في رؤية الجامعة ورسالتها وأهدافها .

ابتدأت الجامعة بثلاث كليّات تنوّعت بمجالاتها بين الدراسات العلميّة والإنسانيّة؛ وهي: (التربية، الصيدلة، التقنيّات الصحيّة والطبيّة) وبحسب إجازة تأسيسها بالأمر الوزاريّ ذي العدد(ت ه ا/ك 21890) في 6/12/2018. فعُدَّت أوّل مؤسّسة تعليميّة أكاديميّة بمستوى جامعة تابعة الى وزارة التعليم العاليّ والبحث العلميّ اختصَّت بالإناث على صعيد التعليم الحكوميّ والأهليّ في العراق مع عدم إنكار وجود كليّات خاصّة بالبنات في جامعات حكوميّة عراقيّة متنوّعة.

وجدير بالذكر أنَّ الجامعة شقَّت طريقها التعليميّ باستقبال الطالبات في العام (2019) وباشرت الدراسة فيه على الرغم من الفوضى التي عمّت البلاد - في تشرين الأول من العام المذكور- عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ وقوة التصعيد الإعلاميّ المغرض وتوالي الدعوات الى تعطيل الدراسة وعرقلتها بشتّى الوسائل لمقاطعة العلم. فكان هناك عزمٌ وثباتٌ لمنتسبي الجامعة أجمع وجهود متواصلة من لدن الرئاسة وإعلام الجامعة وأعضاء الهيآت التدريسية تمثلت بتكثيف الجانب التوعويّ في بيان أهمية العلم ومكانته السماويّة بالقرآن والأحاديث النبويّة الشريفة وأقوال أهل البيت (عليهم صلوات الله وسلامه) وذلك بتنظيم برامج إرشادية ووقفاتٍ أسبوعية لطالبات الجامعة أطلقنا عليها (( وقفةُ وطنٍ )) تناغمًا مع توجّهات المرجعيّة الرشيدة وتلبية لندائها الإصلاحيّ بالتظاهر السلميِّ؛ الأمر الذي خلق روح التفاعل لدى طالباتنا والإصرار على استقاء العلم والمعرفة، ولكن بنعمةٍ وفضلٍ من الله جلّ وعلا وبجهودٍ حثيثةٍ مشتركةٍ بين قسم التعليم العالي في العتبة الحسينيّة المقدّسة وإدارة الجامعة وهيآتها التدريسيّة، أخذت الجامعة مساحةً من التميّز والتفرّد بانتظام الدوام من بين الجامعات الحكومية والأهلية - التي تلكأ التواصل العلميّ فيها - على مستوى الفرات الأوسط وجنوب العراق.

فشهدت جامعة الزهراء  التزامًا في التحاق الطالبات بمقاعد الدراسة وعدم الانقطاع عن استقاء العلم في قاعة الدرس، إذ استمرت العملية التعليميّة للفصل الدراسيّ الأوّل من المستوى الأوّل بتوفيقٍ من الله - جلّ وعلا – أولًا وآخرًا، وبتضافر الجهود وصدق النية.

والواقع إنّ مساحات الطموح لإدارة الجامعة لاتتوقّف عند جانب معيّن دون آخر إنما تمتد الى أن تشغل الجامعة - بتكاتف الأيادي إن شاء الله - الحيّز الأمثل في منظومة التعليم العاليّ بين الجامعات المرموقة، علميًا وأكاديميًا وإداريًا، كما تصبو الى أن تُطبَع البصمة المجسِّدة لمنهج المؤسَّسة الراعية للجامعة بكلِّ تفاصيلها الفكريّة والإيمانيّة لتحقِّق المبتغى من التميّز التربويّ والمهنيّ، والارتقاء المعرفيّ باعتماد معايير الجودة والرصانة وإحداث التغيير النوعيّ على وفق منهجيةٍ مدروسةٍ ومن خلال تنفيذ البرنامج الحكوميّ الذي اُختُزِلت فيه توجّهات وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ ورؤيتها للدخول في التصنيفات الوطنية والعالمية ولنيل الهوية الأكاديمية المعترف بها على المستويَيْن الإقليميّ والعالميّ.

وفي الختام نقدّم شكرنا وتقديرنا لجميع الجهود المقدّمة من لدن قسم التعليم العاليّ في الأمانة العامة للعتبة الحسينيّة المقدّسة والملاكات العلميّة والإداريّة والفنيّة في الجامعة لخدمة هذه المؤسّسة..سائلين الله عزّ وجلّ أن يسدِّد خطانا بالقول والعمل وأن يوفِّق الجميع لخدمة وطننا وديننا والبشريّة جمعاء إنّه على ذلك قدير وبالإجابة جدير. وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..